Main

ذكرى المولد المبارك 1442

ولد النبي المختار صلى الله عليه وسلم تغشاه البهجة والأنوار، في عام الفيل، عام إنقاذ الكعبة ذات التنويل، والده عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وأمه ءامنة بنت وهب أم النبي الخاتم، وقد أرضعته حليمة السعدية، وهي به قد غدت رضية، وعندما صار عمره خمسة أعوام، أعادته إلى أمه عليه السلام، وفي السادسة من عمره الطيب، ماتت أمه فرعاه جده عبد المطلب، وفي سن الثامنة مات جده، فتولاه أبو طالب عمه وعضده، وعندما صار عمره اثنتي عشرة سنة، خرج إلى الشام برفقة عمه وغادر وطنه، وفي عمر خمس وعشرين، تزوج بالسيدة خديجة أم المؤمنين، وفي سن الأربعين أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وشرح بالرسالة صدره، ورفع في الشهادتين ذكره، ورفعه إلى المحل الأسنى، فكان قاب قوسين من جبريل أو أدنى، وكان صلى الله عليه وسلم معتدل القامة طيب الريح والشم، نظيف البدن والجسم، أطيب ريحًا من العنبر، وأزكى رائحة من المسك الأذفر، جوامع كلمه مأثورة، وبدائع حِكَمِهِ منثورة، عيون معانيه منسجمة، ودرر ألفاظه منتظمة، يصل من قَطَعه، ويُعطي من منعه، ويبذل لمن حرمه، ويعفو عمن ظلمه، لا ينتقم مع القدرة، ويصبر على ما يكره، أوضــح الله له الطرائق، وأظهر على يديه الحقائق، وأودعه أسرارًا مكنونة، وأطلعه على غرائب مخزونة، وأشهده من عجائب سلطانه وملكوته، وأظهر له إشارات على جلاله وجبروته، وشمله بألطافه الخفية، وأدناه دنوًا تنزه عن الكيفية، وأنبت له شجرة ليلة الغار، ونسج العنكبوت له سترًا من الكفار، وبرك البعير بين يديه وبه استجار.

واستجارت الظبية من صيادها، وسألته إطلاقها لتذهب إلى أولادها، فضمن إلى الصياد عودها، فأطلقها فأرضعت أولادها وأوفت وعدها، فلما عادت إلى الصياد أوثقها، ثم مَنّ عليها بإذنه فأعتقها.

وانكسرت يوم الخندق ساق ابن الحَكَم، فتفل عليها فكأنه لم يكن به ألم. وركب فرسًا لأبي طلحة غير لاحق، فصار ببركته لا تلحقه السوابق، وقطع أبو جهل يد بعض أصحابه، فبصق عليها وألصقها فشفي مما به، ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم القرءان المجيد، المنزّل عليه من حكيم حميد، الذي أنار العقول، وفاق بكلامه كل مقول، وأخرس بفصاحته بلاغة العرب، وبسيف إعجازه وإيجازه أعناقهم ضرب، وجمع الله له المعارف الوافرة، وأطلعه على مصالح الدنيا والآخرة، فهذه نبذة من معجزاته الواضحة، ولمعة من أنواره اللائحة، فعليه من الله أزكى الصلوات، وأطيب السلام وأنمى التحيات، وعلى ءاله وأصحابه من الأنصار والمهاجرة، إلى دار القرار الدار الآخرة.

Related Articles

Back to top button